التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (155)

قوله تعالى{ ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين }

قال ابن كثير : أخبرنا تعالى انه يبتلي عباده : أي يختبرهم ويمتحنهم كما قال تعالى{ ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين كمنكم والصابرين ونبلو أخباركم }سورة محمد : 31 ، فتارة بالسراء وتارة بالضراء من خوف وجوع كما قال تعالى{ فأذاقها الله لباس الجوع والخوف }سورة النحل : 112 ، فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ، ولهذا قال لباس الجوع والخوف وقال ههنا { بشئ من الخوف والجوع }أي بقليل من ذلك .

أخرج الطبري وابن ابي حاتم بالإسناد الحسن من طريق علي بن ابي طلحة عن ابن عباس قوله : { ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع }ونحو هذا ، قال أخبر الله المؤمنين ان الدنيا دار بلاء ، وانه مبتليهم فيها ، وأمرهم بالصبر ، وبشرهم فقال{ وبشر الصابرين }ثم أخبرهم انه فعل هكذا بأنبيائه وصفوته لتطيب انفسهم فقال{ مستهم البأساء والضراء وزلزلوا } .

وقال احمد : حدثنا عبد الوهاب في تفسير سعيد ، عن قتادة قال : لقد ذكر لنا أن الرجل كان يعصب على بطنه الحجر ليقيم به صلبه من الجوع وكان الرجل يتخذ الحفيرة في الشتاء ماله دثار غيرها .

( الزهد ص31-32 ) ، وإسناده حسن .

وقال أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة وهشام وحماد بن سلمة كلهم عن عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه قال : قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال الأنبياء ثم الأمثل حتى يبتلي الرجل على قدر دينه فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب ذلك أو قدر ذلك فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة .

( المسند ص29-30 رقم215 ) . ورجاله ثقات إلا عاصم بن أبي النجود صدوق له أوهام وإسناده حسن ، وأخرجه ابن سعد( الطبقات الكبرى 2/209 ) ، وابن أبي شيبة( المصنف 3/233 ) ، وأحمد( المسند رقم 1481 والزهد ص53 ) ، وابن منيع وابن أبي عمرو والنسائي في الكبرى( انظر المقاصد الحسنة ص 60 ) ، والدورقي( مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ص 87 رقم 41 ) ، وعبد بن حميد ( المنتخب 1/180 رقم 146 ) ، والدارمي( السنن-الرقاق ، ب أشد الناس ابتلاء 20/320 ) . والترمذي( السنن-الزهد ، ب ما جاء في الصبر على البلاء رقم 2398 ) ، وابن ماجة( السنن-الفتن ، ب الصبر على البلاء رقم 4023 ) ، وأبو يعلى ( المسند 2/143 رقم 142 ) ، والبزار( البحر الزخار 3/253 رقم 1154 ) ، وابن حبان( موارد الظمآن رقم 599 ) ، والدارقطني( العلل 4/315- 318 رقم590 ) ، والطحاوي( مشكل الآثار 3/61-62 ) ، وبحشل( تاريخ واسط 253 ) ، والحاكم( المستدرك1/41 ) ، والبيهقي ( السنن الكبرى 3/372 ) ، والبغوي( شرح السنة 5/244 ) ، وأبو نعيم الأصفهاني( حلية الأولياء 1/368 ) ، والخطيب البغدادي( تاريخ بغداد 3/378 ) كلهم من طريق عاصم بن أبي النجود به . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . قال البزار : وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم رواه عن سعد بهذا اللفظ إلا مصعب وروي هذا الحديث عن عاصم جماعة منهم حماد والعلاء بن المسيب وهاشم صاحب الدستوائي وغيرهم . ا . ه . ولكن اخرجه الطحاوي أيضا من طريق سماك عن مصعب به( مشكل الآثار 3/62 ) . وقال الدارقطني : ورواه القاسم بن مالك والمحاربي عن العلاء بن المسيب عن ابن أبي النجود عن مصعب بن سعد عن سعد . . . ورواه أيضا سماك بن حرب عن مصعب بن سعد عن سعد حدث به عن شريك والمحفوظ حديث عاصم عن مصعب ( العلل 4/316-318 ) . وسكت عنه الحاكم وقال الذهبي : على شرط مسلم . وقال الألباني : حسن صحيح ( صحيح سنن ابن ماجة 2/371 رقم3249 ) ، وأخرجه ابن حبان من طريق العلاء بن المسيب عن أبيه عن سعد بنحوه( موارد الظمآن رقم 698 ) ، ولكن المسيب لن يسمع من سعد( انظر تهذيب التهذيب 10/153 ) . وله شواهد منها ما اخرجه ابن ماجة( السنن رقم 4024 ) ، والحاكم ( المستدرك 4/307 ) ، والبيهقي( السنن الكبرى 3/372 ) عن أبي سعيد الخدري بنحوه . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . قال البوصيري : هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات . . . ( مصباح الزجاجة 3/248 ) .