التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّمَا يَأۡمُرُكُم بِٱلسُّوٓءِ وَٱلۡفَحۡشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (169)

وقد بين في الآية التالية أنواعا من خطوات الشيطان فقال : { إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى{ وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون }لم يبين هنا هذا الذي يقولونه عليه بغير علم ، ولكنه فصله في مواضع أخر فذكر أن ذلك الذي يقولونه بغير علم هو : أن الله حرم البحائر والسوائب ونحوها ، وأن له أولادا ، وأن له شركاء ، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا . فصرح بأنه لم يحرم ذلك بقوله : { ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب }وقوله : { وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله }الآية . وقوله : { قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا }الآية وقوله : { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلالا وهذا حرام }إلى غير ذلك من الآيات . ونزه نفسه عن الشركاء المزعومة بقوله : { سبحانه وتعالى عما يشركون }ونحوها من الآيات ، ونزه نفسه عن الأولاد المزعومة بقوله{ قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه }الآية . ونحوها من الآيات فظهر من هذه الآيات تفصيل ما أجمل في اسم الموصول الذي( ما ) ، من قوله : { وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } .