تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّمَا يَأۡمُرُكُم بِٱلسُّوٓءِ وَٱلۡفَحۡشَآءِ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (169)

الآية 169 وقوله تعالى : ( إنما يأمركم بالسوء والفحشاء ) قيل : يحتمل أن يكون السوء هو الفحشاء ، والفحشاء هو السوء لما أن كل واحد منهما يشتمل على كل نوع من الآثام ، ويحتمل أن يكون السوء ما خفي من المعاصي ، والفحشاء ما ظهر منها ، وقيل : السوء ما لا حد فيه ، والفحشاء ما فيه حد من نحو الزنى وشرب الخمر وغيره ، وقيل : الفحشاء ما فحش في العقل ، والسوء ما ينتهي بالنهي عنه .

وقوله : ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) ؛ يخرج على{[1951]} الأول ، وهو السوء والفحشاء ، يأمرهم بذلك ، فيقولون{[1952]} . الله أمرنا بها ، ويحتمل قوله : ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) ما قالوا : إن الله حرم هذه الأشياء أو القول على الله ما لا يعلمون بما لا يليق به من الولد وإشراك غيره في عبادته{[1953]} ، والله أعلم .


[1951]:- في الأصل:
[1952]:-في النسخ الثلاث: فيقولوا.
[1953]:- في الأصل: عبادة.