الفحشاء : مصدر كالبأساء ، وهو فعلاء من الفحش ، وهو قبح المنظر ، ومنه قول امرىء القيس :
وجيد كجيد الريم ليس بفاحش *** إذا هي نصته ولا بمعطل
ثم توسع فيه حتى صار يستعمل فيما يستقبح من المعاني .
{ إنما يأمركم بالسوء والفحشاء } : لما أخبر أنه عدوّ ، أخذ يذكر ثمرة العداوة وما نشأ عنها ، وهو أمره بما ذكر .
وقد تقدم الكلام في إنما في قوله : { إنما نحن مصلحون } وفي الخلاف فيها ، أتفيد الحصر أم لا ؟ وأمر الشيطان ، إما بقوله في زمن الكهنة وحيث يتصور ، وإما بوسوسته وإغوائه .
فإذا أطيع ، نفذ أمره بالسوء ، أي بما يسوء في العقبى .
وقال ابن عباس : السوء ما لا حد له .
والفحشاء ، قال السدي : هي الزنا .
وقال ابن عباس : كل ما بلغ حداً من الحدود لأنه يتفاحش حينئذ .
وقيل : ما قبح قولاً أو فعلاً .
وقال طاوس : ما لا يعرف في شريعة ولا سنة .
{ وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } ، قال الطبري : يريد به ما حرموا من البحيرة والسائبة ونحوه ، وجعلوه شرعاً .
وقال الزمخشري : هو قولهم هذا حلال وهذا حرام بغير علم ، ويدخل فيه كل ما يضاف إلى الله مما لا يجوز عليه . انتهى .
قيل : وظاهر هذا تحريم القول في دين الله بما لا يعلمه القائل من دين الله ، فيدخل في ذلك الرأي والأقيسة والشبهية والاستحسان .
قالوا : وفي هذه الآية إشارة إلى ذمّ من قلد الجاهل واتبع حكمه .
قال الزمخشري : فإن قلت : كيف كان الشيطان آمراً مع قوله : { ليس لك عليهم سلطان } ؟ قلت : شبه تزيينه وبعثه على الشر بأمر الآمر ، كما تقول : أمرتني نفسي بكذا ، وتحته رمز إلى أنكم فيه بمنزلة المأمورين لطاعتكم له وقبولكم وساوسه ، ولذلك قال : { ولآمرنّهم فليبتكنّ آذان الأنعام } { ولأمرهن فليغيرنّ خلق الله } .
وقال الله تعالى : { إن النفس لأمّارة بالسوء } لما كان الإنسان يطعمها ويعطيها ما اشتهت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.