{ إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ، وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباءهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون } .
ثم بين عداوته ما هي فقال { إنما يأمركم } قيل استعير الأمر لتزيينه وبعثه لهم على الشر تسفيها لرأيهم ، وتحقيرا لشأنهم قاله البيضاوي ، وقيل لا حاجة إلى صرف الأمر عن ظاهره لأن حقيقته طلب الفعل ، ولا ريب أن الشيطان يطلب السوء والفحشاء ممن يريد إغواءه { بالسوء } سمي السوء سوءا لأنه يسوء صاحبه بسوء عاقبته وهو مصدر ساءه يسؤه سوءا ومساءة إذا أحزنه { والفحشاء } أصله سوء المنظر ثم استعمل فيما يقبح من المعتني ، وقيل السوء القبيح والفحشاء التجاوز للحد في القبح ، وقيل السوء ما لا حد فيه والفحشاء ما فيه الحد قاله ابن عباس ، وقيل الفحشاء الزنا ، وقيل هو البخل وقيل إن كل ما نهت عنه الشريعة فهو من الفحشاء .
{ وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } أي بأن تقولوا ، قال ابن جرير الطبري ، يريد ما حرموا من البحيرة والسائبة ونحوهما مما جعلوه شرعا . وقيل هو قولهم هذا حلال وهذا حرام بغير علم ، والظاهر أنه يصدق على كل ما قيل في الشرع بغير علم فيتناول ذلك جميع المذاهب الفاسدة التي لم يأذن فيها الله ، ولم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الشيطان ووسوسته عبارة عن هذه الخواطر التي يجدها الإنسان في قلبه ، وفاعل هذه الخواطر هو الله تعالى وإنما الشيطان كالعرض ، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.