التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجٞ وَلَا عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَن تَأۡكُلُواْ مِنۢ بُيُوتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ إِخۡوَٰنِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَعۡمَٰمِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ عَمَّـٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخۡوَٰلِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمۡ أَوۡ مَا مَلَكۡتُم مَّفَاتِحَهُۥٓ أَوۡ صَدِيقِكُمۡۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَأۡكُلُواْ جَمِيعًا أَوۡ أَشۡتَاتٗاۚ فَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (61)

قوله تعالى { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت أبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون }

قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، ثنا بكر بن خلف ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة قالت : كان المسلمون يرغبون في النفير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيدفعون مفاتيحهم إلى ضمنائهم ، ويقولون : { قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما احتجتم إليه ، وكانوا يقولون : إنه لا يحل لنا أن نأكل ، إنهم أذنوا عن غير طيب أنفسهم ، وإنما نحن أمناء فأنزل الله عز وجل { ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم } إلى قوله { أو ما ملكتم مفاتحه . . . } .

( التفسير-سورة النور61-ح894 ) وأخرجه الطبري18/129 ) بمثله ، وعزاه الهيثمي للبزار وقال : رجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد7/83-84 ) وحسن إسناده محقق ابن أبي حاتم . وصححه الحافظ ابن حجر وقال : وسماع سليمان من عطاء قديم ( مختصر زوائد البزار2/118 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم } إلى قوله { أو أشتاتا } وذلك لما أنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } فقال المسلمون : إن الله قد نهانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ، والطعام من أفضل الأموال فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد فكف الناس عن ذلك فأنزل الله بعد ذلك { ليس على الأعمى حرج } إلى قوله { أو ما ملكتم مفاتحه } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : { أو ما ملكتم مفاتحه } وهو الرجل يوكل الرجل بضيعته فرخص الله له أن يأكل من ذلك الطعام والتمر ويشرب اللبن .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : كانوا يأنفون ويتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده حتى يكون معه غيره فرخص الله لهم فقال { ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا } .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن الزهري وقتادة في قوله { فسلموا على أنفسكم } قالا : بيتك إذا دخلته فقل : سلام عليكم .

قال عبد الرزاق : أخبرنا معمر عن الحسن في قوله : { فسلموا على أنفسكم } أي ليسلم بعضكم على بعض كقوله : { ولا تقتلوا أنفسكم } . وسنده صحيح .

قال أبو داود : حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد ، قالا : ثنا بشر -يعنيان ابن المفضل- عن ابن عجلان ، عن المقبري ، قال مسدد : سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، فإذا أراد أن يقوم فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة " .

( السنن4/353ح5208-ك الأدب ، ب في السلام إذا قام من المجلس ) ، وأخرجه الترمذي ( السنن5/62ح2706-ك الاستئذان ، ب ما جاء في التسليم عند القيام وعند القعود ) من طريق : الليث وأحمد ( المسند2/230 ) عن بشر ، كلاهما عن ابن عجلان به . قال الترمذي : حديث حسن . وقال النووي وروينا في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما بالأسانيد الجيدة . . . فذكره ( الأذكار ص220 ) وحسنه السيوطي ( الجامع الصغير مع شرح فيض القدير1/305ح497 ) . وقال الألباني : إسناده جيد ، ورجاله كلهم ثقات . . . ( السلسلة الصحيحة ح183 ) .

أخرج البستي بسنده الصحيح عن الضحاك يقول قوله -جل جلاله- : { فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة } يقول : سلموا على أنفسكم إذا دخلتم بيوتكم وعلى غير أهلكم فسلموا إذا دخلتم بيوتهم .

أخرج البستي بسنده الصحيح عن ابن عمر ، قال : إذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل : السلام علينا ، وعلى عباد الله الصالحين .