المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجٞ وَلَا عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَن تَأۡكُلُواْ مِنۢ بُيُوتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ إِخۡوَٰنِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَعۡمَٰمِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ عَمَّـٰتِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ أَخۡوَٰلِكُمۡ أَوۡ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمۡ أَوۡ مَا مَلَكۡتُم مَّفَاتِحَهُۥٓ أَوۡ صَدِيقِكُمۡۚ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَأۡكُلُواْ جَمِيعًا أَوۡ أَشۡتَاتٗاۚ فَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (61)

تفسير الألفاظ :

{ حرج } أي ضيق أو إثم . يقال حرج الأمر يحرج حرجا ، أي ضاق . { أخوالكم } جمع خال . { مفاتحه } جمع مفتاح ويجمع أيضا على مفاتيح . { صديقكم } أي أصدقائكم ، وهو يقع على الواحد والجمع . { أشتاتا } أي متفرقين ، جمع شتات . يقال جاء القوم شتات شتات ، أي متفرقين . { تحية من عند الله } أي ثابتة بأمره . { مباركة } أي يرجى بها زيادة الخير والثواب لأنها دعاء . { طيبة } أي تطيب بها نفس المحيّا بها .

تفسير المعاني :

كان أصحاب العاهات يتحرّجون من مؤاكلة الأصحاء حذرا من استقذارهم ، وكان الكافة يتأثّمون من الأكل من بيوت أقربائهم وأصدقائهم مخافة أن يظن بهم ثقل ، وكان بنو ليث بن عمرو يكرهون أن يأكل الرجل وحده ، فنزلت آية { ليس على الأعمى حرج } تبيح ذلك كله . فقال تعالى : ليس على ذوي العاهات من حرج أن يأكلوا مع الأصحاء ، وليس عليكم من حرج أن تأكلوا في بيوت أقربائكم أو أصدقائكم ، وما عليكم إثم أن تأكلوا فرادى أو مجتمعين . فإذا دخلتم بيوتا فسلّموا على أنفسكم ، أي على أهلها الذين هم من أنفسكم ، تحية أمر بها الله تزيد بها خيراتكم وتطيب بها نفوسكم ، كذلك يبين لكم الآيات لعلكم تعقلون الحق والخير في الأمور .