{ لَيْسَ{[3570]} عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ } ، كان المؤمنون إذا دخل عليهم الأعمى وغيره وليس في بيوتهم شيء يضيفونه يذهبون به إلى بيت أحد من هؤلاء المذكورين في الآية ، فيأكل هو وضيفه من بيوتهم ، فخافوا أن يكون أكلا بغير حق ، ويلحقهم إثم لقوله تعالى : { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } ، فترلت ، أي : ليس على الضعفاء ، ولا على أنفسكم حرج في ذلك أو كانوا{[3571]} يخرجون إلى الغزو ويدفعون مفاتيح أبوابهم إلى هؤلاء القاعدين ، ويأذنون أن يأكلوا من بيوتهم ، وهم يتحرجون ، ولا يأكلون فترلت رخصة لهم ، ولغيرهم أن يأكلوا من بيوت هؤلاء أو كان{[3572]} هؤلاء المرضى من الأعمى ، وغيره يتنزهون عن مؤاكلة الأصحاء ، فترلت ، أو معناه{[3573]} ليس على الأعمى والأعرج ، والمريض حرج في القعود عن الغزو ، ولا عليكم أن تأكلوا من هذه البيوت ، وقوله : { أن تأكلوا من بيوتكم } ، أي : التي فيها أزواجكم ، وعيالكم ، وعن بعض المفسرين : ذكره ليعطف عليه الباقي ليعلم أن بيوت الأقارب كبيت نفسه ، فلا يحترز عنها بوجه ، { أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ } ، عطف على ما بعد من أي : أن تأكلوا عما في يده{[3574]} وتصرفه وملك المفاتح كناية عن ذلك ( كالناطور ){[3575]}* جاز له أن يأكل من البستان ، والراعي من لبن الغنم ، والمأذون مما في بيت بيده مفاتحه ، أو عطف على ما يضاف البيوت إليه أي : بيوت الذين ملكتم مفاتحهم{[3576]} وهم المماليك ، { أَوْ صَدِيقِكُمْ{[3577]} } ، أو بيوت صديقكم ، وهو يقع على الواحد ، والجمع وهذا كله إذا علم رضى صاحب المال وإن كان بقرينة ، { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا } : مجتمعين ، { أَوْ أَشْتَاتًا } : متفرقين ، كانوا يتحرجون أن يأكل الرجل وحده{[3578]} فرخصهم في ذلك أو كان الغني يطلب{[3579]} فقيرا من قرابته ليأكل معه ، فيقول : والله لأتخرج أن آكل معك وإني فقير وأنت غني ، أو كانوا{[3580]} إذا نزل بهم ضيف يتحرجون أن لا يأكلوا إلا معه ، { فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا } : من هذه البيوت ليأكلوا ، { فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ } : على أهل الذي هو منكم دينا وقرابة ، أو إذا دخلتم بيوت{[3581]} أنفسكم فسلموا على أهل بيتكم ، أو إذا دخلتم{[3582]} بيوتا خالية فقالوا : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، { تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ{[3583]} اللَّهِ } : ثابتة بأمره من عنده على المصدر ، لأنها بمعنى التسليم ، ويجوز أن يكون معناه سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ، { مُبَارَكَةً } : يرجى بها زيادة الخير ، { طَيِّبَةً } : تطيب بها نفس المستمع ، { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون{[3584]} } : الحق والخير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.