التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ} (227)

قوله تعالى { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } .

قال البخاري : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن ، أن مروان بن الحكم أخبره ، أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن أبي بن كعب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من الشعر حكمة ) .

( صحيح البخاري 10/ 553-554- ك الأدب ، ب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه ح 6145 ) .

قال البخاري : حدثنا حفص بن عمر : حدثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء صلى الله عليه وسلم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان : ( اهجم- أو هاجم- وجبريل معك " .

( الصحيح 6/ 351 ح 3213 ك بدء الخلق ، ب ذكر الملائكة ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح- ك فضائل الصحابة ، ب فضائل حسان بن ثابت ح 2486 ) .

قال أحمد : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك ، عن أبيه ، أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل " . فقال : " إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ، والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل " .

( المسند 6/ 387 ) ، وأخرجه الطبراني المعجم الكبير ح 153 ) من طريق محمد بن عبد الله بن أبي عتيق ، وابن حبان في صحيحه ( الإحسان 11/ 5-6 ح 4707 ) من طريق يونس ، والبيهقي ( السنن 10/ 239 ) من طريق شعيب ، كلهم عن الزهري به . قال الهيثمي : رواه أحمد بأسانيد ، ورجال أحدها رجال الصحيح . ( مجمع الزوائد 8/123 ) . وصححه الأرناؤوط على شرط الشيخين ( حاشية الإحسان ) ، وصححه الألباني في ( السلسلة الصحيحة 4/ 172- 173 ح 1631 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : ثم استثنى المؤمنين منهم ، يعني الشعراء فقال { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثير وانتصروا من بعد ما ظلموا } قال : هم الأنصار الذين هاجوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا } في كلامهم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة ابن عباس { وانتصروا من بعد ما ظلموا } قال : يردون على الكفار الذين كانوا يهجون المؤمنين .

قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }

قال الشيخ الشنقيطي : والمعنى : وسيعلم الذين ظلموا أي مرجع يرجعون . وأي مصير يصيرون ، وما دلت عليه هذه الآيات الكريمة ، من أن الظالمين سيعلمون يوم القيامة المرجع الذي يرجعون : أي يعلمون العاقبة السيئة التي هي مآلهم ، ومصيرهم ومرجعهم ، جاء في آيات كثيرة كقوله تعالى { كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين } .