التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مَنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِقِنطَارٖ يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارٖ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَآئِمٗاۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (75)

قوله تعالى{ ومن أهل الكتاب من إن تامنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تامنه بدينار لا يؤده إليك ما دمت عليه قائما }

قال البخاري : وقال الليث : حدثني جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال : ائتني بالشهداء أشهدكم ، قال : صدقت ، فدفعها إليه على أجل مسمى . فخرج في البحر فقضى حاجته ، ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا ، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ، ثم زجج موضعها ، ثم أتى بها إلى البحر فقال : اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت : كفى بالله كفيلا ، فرضي بك . وسألني شهيدا فقلت : كفى بالله شهيدا ، فرضي بذلك . وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر ، وإني أستودعكها . فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ، ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده ، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله ، فإذا بالخشبة التي فيها المال ، فأخذها لأهله حطبا ، فلما نشرها وجد المال والصحيفة ، ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال : والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه . قال : هل كنت بعثت إلي بشيء ؟ قال : أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه . قال : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة ، فانصرف بالألف الدينار راشدا " .

( الصحيح4/548-549 ح2291-ك الكفالة ، ب الكفالة في القرض والديون . . . وكذا وقع عند البخاري هنا معلقا ، وقد جاء في موضع آخر موصولا في رواية أبي ذر ، ولم يذكر لفظه وإنما ذكر طرفا منه فقط( الصحيح4/350ح2063- ك البيوع ، ب التجارة في البحر )قال : حدثني عبد الله بن صالح حدثني الليث . . . به . وأخرجه أحمد( المسند2/348-349 )عن يونس بن محمد عن الليث به . وتقدم تفسير القنطار في الآية( 14 )من هذه السورة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { إلا ما دمت عليه قائما }إلا ما طلبته واتبعته .

قوله تعالى{ ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل }الآية قالت اليهود : ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل .