التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (30)

قوله تعالى : { يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون } :

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { يا حسرة على العباد } أي : يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله ، وفرطت في جنب الله .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله : { يا حسرة على العباد } قال : كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { يا حسرة على العباد } يقول : يا ويلا للعباد .

قال الشيخ الشنقيطي : وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { ما يأتيهم من رسول } : نص صريح في تكذيب الأمم السابقة لجميع الرسل لما تقرر في الأصول ، من أن النكرة في سياق المنفي إذا أزيدت قبلها من ، فهي نص صريح في عموم النفي ، كما هو معروف في محله ، وهذا العموم الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحا في آيات أخر ، وجاء في بعض الآيات إخراج واحدة عن حكم هذا العموم بمخصص متصل ، هو الاستثناء . . . وأما هذه الأمة التي أخرجت من هذا العموم ، فهي أمة يونس ، والآية التي بينت ذلك هي قوله تعالى : { فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين } ، وقوله تعالى : { وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين } .