النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (30)

قوله عز وجل : { يا حسرةً على العباد ما يأتيهم } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يا حسرة العباد على أنفسها ، قاله قتادة ، وحكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم في بعض القراءات متلوٍّا .

الثاني : أنها حسرتهم على الرسل الثلاثة ، قاله أبو العالية .

الثالث : أنها حسرة الملائكة على العباد في تكذيبهم الرسل ، قاله الضحاك .

وفيه وجه رابع : عن ابن عباس أنهم حلوا محل من يتحسر عليهم .

{ ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئُون } : الاستهزاء منهم قبل العذاب .

وفي الحسرة منهم قولان :

أحدهما : بعد معاينة العذاب .

الثاني : في القيامة ، قاله ابن عباس .