الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (30)

ثم قال ( تعالى ) {[56575]} : { يا حسرة على العباد } أي : تعالي {[56576]} يا حسرة فهذا إبانك / ووقتك {[56577]} يتحسر بك العباد على أنفسهم . هذا مذهب سيبويه {[56578]} . ونصبت لأنها نكرة {[56579]} .

وقال الطبري : معناه : يا حسرة من {[56580]} العباد على أنفسهم وتندما وتلهفا في استهزائهم برسل الله {[56581]} {[56582]} .

وذكر أن في بعض القراءات {[56583]} : " يا حسرة على العباد على أنفسها " {[56584]} . روى عن قتادة : يا حسرة العباد على أنفسها ما ضيعت من أمر ربها وفرطت في جنب الله {[56585]} {[56586]} .

قال ابن عباس : " يا حسرة على العباد " معناه : يا ويلا على العباد {[56587]} .

وقال أبو العالية : العباد هنا الرسل {[56588]} {[56589]} . والمعنى أن الكفار لما رأوا العذاب قالوا : يا حسرة على العباد ، أي : على الرسل الثلاثة الذين أرسلوا إليهم ، تحسروا عليهم {[56590]} أن يؤمنوا بهم .

ثم قال الله {[56591]} جل ذكره : { ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون } .

وقال بعض أهل اللغة : ( المعنى ) {[56592]} : يا لها حسرة على العباد وحقيقة الحسرة أن يلحق الإنسان من الندم ما يصير به حسيرا أي منقطعا {[56593]} .


[56575]:ساقط من ب
[56576]:كتب في أ: تعالا وفي ب: كتب يقال: أما في مشكل الإعراب فقد قال مكي: "تعالي يا حسرة" ولعله الصواب.
[56577]:انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/602
[56578]:انظر: إعراب النحاس 3/391 ـ 396
[56579]:المصدر السابق
[56580]:ب: "هي على"
[56581]:ب: "الله عز وجل"
[56582]:انظر: جامع البيان 23/2، وفتح القدير 4/367
[56583]:ب: "القراءة"
[56584]:ب: "أنفسهم"
[56585]:ب: "الله سبحانه"
[56586]:انظر: جامع البيان 23/2 وتفسير ابن كثير 3/571 والدر المنثور 7/54
[56587]:انظر: جامع البيان 23/2 والمحرر الوجيز 13/198 والجامع للقرطبي 15/23، وتفسير ابن كثير 3/571 والدر المنثور 7/54
[56588]:أ: "الرسول"
[56589]:انظر: إعراب النحاس 3/392 والمحرر الوجيز 13/198 والجامع للقرطبي 15/23، والبحر المحيط 7/332، وفتح القدير 4/367
[56590]:ب: "إليهم"
[56591]:اسم الجلالة "الله" ساقط من ب
[56592]:ساقط من ب
[56593]:انظر: المفردات للراغب 118 والتاج مادة "حسر" 3/140