الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَٰحَسۡرَةً عَلَى ٱلۡعِبَادِۚ مَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (30)

وقوله تعالى : { يا حسرة } الحسرةُ التَلَهُّفُ : وذلك أن طِباعَ كُلِّ بَشَرٍ تُوجِبُ عَنْدَ سَمَاعِ حَالِهِمْ وعَذَابِهم على الكُفْرِ وَتَضْييِعِهم أمْرَ اللَّهَ ، أن يُشْفِقَ وَيَتَحَسَّرَ على العِبَاد ، وقال الثَّعْلَبِيُّ : قال الضَّحَّاك : إنها حسرةُ الملائِكَة على العباد في تكذيبِهمُ الرسلُ ، وقال ابن عباس : حلُّوا مَحَلَّ مَنْ يَتَحَسَّرُ عَلَيْهِ ، انتهى . وقرأ الأعرج وأبو الزنَاد ومسلم بن جندب : ( يا حَسْرَهْ ) بالوقفِ على الهاء ، وهو أبلغ في معنى التَحَسُّرِ والتَّشْفِيقِ وهَزِّ النَفْسِ .