التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَٰبِدِينَ} (81)

قوله تعالى { قل إن كان للرّحمن ولد فأنا أوّل العابدين سبحان ربّ السماوات والأرض ربّ العرش عمّا يصفون فذرهم يخوضوا ويلعقوا حتّى يلاقوا يومهم الذي يوعدون } .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { قل إن كان للرحمن ولد } كما تقولون { فأنا أول العابدين } المؤمنين بالله ، فقولوا ما شئتم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } يقول : لم يكن للرحمن ولد فأنا أول الشاهدين .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } قال قتادة : وهذه كلمة من كلام العرب { إن كان للرحمن ولد } : أي إن ذلك لم يكن ، ولا ينبغي .

قال ابن كثير : يقول تعالى { قل } يا محمد { إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } أي لو فرض هذا لعبدته على ذلك ، لأني عبد من عبيده ، مطيع لجميع ما يأمرني به ، ليس عندي استكبار ولا إباء عن عبادته ، فلو فرض كان هذا ، ولكن هذا ممتنع في حق تعالى ، والشرط لا يلزم منه الوقوع ولا الجواز أيضا ، كما قال تعال : { لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الواحد القهار } .