ثم قال تعالى : { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين }{[61895]} أي : قل يا محمد إن كان للرحمن ولد على زعمكم فأنا أول المؤمنين بالله في{[61896]} تكذيبكم فقولوا ما شئتم ، هذا معنى قول مجاهد{[61897]} .
وقال ابن عباسعناه : ( لم{[61898]} يكن{[61899]} ولد فأنا أول الشاهدين ){[61900]} ( فمعنى الكلام ){[61901]} على قول ابن عباس : ما كان ذلك ولا ينبغي أن يكون ، وهو معنى قول قتادة وابن زيد وهو قول زيد{[61902]} بن أسلم{[61903]} . ف( إن ) بمعنى : ( ( ما ) التي للنفي{[61904]} ) .
وقيل معنى : { فأنا أول العابدين } أي : أول من يعبد الله عز وجل بالإيمان والتصديق أنه ليس للرحمن ولد ، على ( هذا عبد ){[61905]} الله سبحانه وقال السدي معناه : ( لو كان له ولد كنت أول من عبده ( بأن له ولدا ){[61906]} ولكن لا ولد له ){[61907]} .
فجعل{[61908]} ( إن ) للشرط ، وهو اختيار الطبري{[61909]} ، لأنك إذا جعلت ( إن ){[61910]} بمعنى ( ما ) أوهمت أنك إنما{[61911]} نفيت عن الله سبحانه الولد فيما مضى دون ما هو آت .
وإذا{[61912]} جعلت ( إن ) للشرط أخبرت أنه كان له ولد على قولكم فأنا أول من عبده على ذلك{[61913]} ولكن لا ولد ، ولا ينبغي أن يكون ، وهذا عنده ( من الإلطاف ){[61914]} في الكلام ، وحسن المخاطبة بمنزلة قوله : { وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ظلال مبين }{[61915]} ، وقد علم أن الحق معه وأن{[61916]} مخالفيه في الضلال . وقيل معنى ( العابدين ) الآنفين{[61917]} .
حكى : ما عبد فلان إن فعل{[61918]} كذا ، أي : ما أنف .
وهذا قول مردود لأنه يلزم{[61919]} منه أن يقول العابدين . إنما يقال ، فلان عبد كذا ، أي : آنف منه . ولا يقال عابد بمعنى : أنف .
وقال : أبو عبيدة مجازها ، فأنا أول العابدين ، أي : الجاحدين من عبد يعبد إذا حجد{[61920]} . وحكى : فلان عبدني حقا{[61921]} ، أي : جحدني{[61922]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.