بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَٰبِدِينَ} (81)

قوله تعالى : { قُلْ إِن كَانَ للرحمن وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ العابدين } يعني : الموحدين من أهل مكة . قال مقاتل : لما نزلت هذه الآية ، وقرئت عليهم فقال النضر بن الحارث : ألا ترونه صدقني . فقال له الوليد : ما صدقك ، ولكنه يقول : ما كان للرحمن ولد . يعني : { إنْ } بمعنى ما قال : { فَأَنَاْ أَوَّلُ العابدين } يعني : الموحدين من أهل مكة . وقال الكلبي : أنا أول الآنفين أن لله ولداً . وقال القتبي : إن كان هذا في زعمكم ، فأنا أول الموحدين ، لأنكم تزعمون أن له ولداً ، فأنَّا أوَّلِ الآنفين من ذلك ، فلم توحدوه ومن وحد الله ، فقد عبده ، ومن جعل له ولداً ، فليس من العابدين كقوله : { وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ] أي : ليوحدون .