جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَٰبِدِينَ} (81)

{ قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } ، لذلك الولد جعل ثبوت الولد ملزوما لأمر منتف محال في اعتقاده ، وهو عبادته للولد ، لكن اللازم منتف فكذا الملزوم ، والغرض نفي الولد على أبلغ وجه قال تعالى :{ لو أراد الله أن يتخذ ولدا } ( الزمر :4 ) وعن بعضهم معناه : إن كان له ولد في زعمكم فأنا أول الموحدين لله تعالى فإن من عبد الله تعالى فقد دفع{[4522]} أن يكون له ولد ، أو معناه : فأنا أول الآنفين{[4523]} من أن يكون له ولد ، المنكرين لما قلتم ، يقال عبد يعبد : إذ اشتد أنفه أو إن نافية أي : ما كان له ولد ، فأنا أول من قال بذلك ،


[4522]:في النسخة ن: رفع.
[4523]:وهذا المعنى حكاه البخاري عن سفيان الثوري يقال: عبد بالكسر يعبد بالفتح: إذا اشتد أنفه: ثم نظر إلى الزمخشري الجريء الحرى بالسب، كيف ألحد بالمقال، وقام في هذا المقام باختراع المثال، واقتحم خطبا خطيرا لم يسبقه واحد من الفجرة، ولم يخف أن يسقط عليه كسفا من السماء وأن يشق به الأرض، وأنا أتحاشى أن أذكر لفظه ورفضه عن الدين، وإن لم يداركه عفو الله فالويل ثم الويل/12 وجيز.