غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَٰبِدِينَ} (81)

57

ثم برهن على نفي الولد عن نفسه فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم { قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين } وهذه قضية شرطية جزآها ممتنعان إلا أن الملازمة صادقة نظيره قولك : إن كانت الخمسة زوجاً فهي منقسمة بمتساويين . وهذا على سبيل الفرض والتقدير ، وبيان الملازمة أن الولد يجب محبته وخدمته لرضا الوالد وتعظيمه ، فلو كان المقدم حاصلاً في الواقع لزم وقوع التالي عادة وإنما ادعى أوليته في العبادة لأن النبي متقدم في كل حكم على أمته خصوصاً فيما يتعلق بالأصول كتعظيم المعبود وتنزيهه ، لكن التالي غير واقع فكذا المقدم وهذا الكلام ظاهر الإلزام ، واضح الإفحام ، قريب من الأفهام ، لا حاجة فيه إلى تقريب المرام .

وأما المفسرون الظاهريون لا دراية لهم بالمعقول فقد ذكروا فيه وجوهاً متكلفة منها : إن كان للرحمن ولد في زعمكم فأنا أول الموحدين لله . ومنها إن كان له ولد في زعمكم فأنا أول الآنفين من أن يكون له ولد . يقال : عبد بالكسر يعبد بالفتح إذا اشتد أنفه . ومنها جعل " إن " نافية أي ما كان للرحمن ولد فأنا أول من قال بذلك .

/خ89