التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱلَّـٰٓـِٔي يَئِسۡنَ مِنَ ٱلۡمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمۡ إِنِ ٱرۡتَبۡتُمۡ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَٰثَةُ أَشۡهُرٖ وَٱلَّـٰٓـِٔي لَمۡ يَحِضۡنَۚ وَأُوْلَٰتُ ٱلۡأَحۡمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا} (4)

قوله تعالى { واللاّئي يئسن من المحيض من نّسائكم إن ارتبتم فعدّتهنّ ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن . . . } .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، قوله { إن ارتبتم } إن لم تعلموا التي قعدت عن الحيضة ، والتي لم تحض ، فعدتهن ثلاثة أشهر .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله { واللائي يئسن من المحيض من نسائكم } وهن اللواتي قعدن من المحيض فلا يحضن ، واللائي لم يحضن هن الأبكار التي لم يحضن ، فعدتهن ثلاثة أشهر .

قوله تعالى { وأولاتُ الأحمال أجلهنّ أن يضعن حملهنّ . . . }

قال البخاري : حدثنا سعد بن حفص ، حدثنا شيبان ، عن يحيى قال : أخبرني أبو سلمة قال : جاء رجل إلى ابن عباس وأبو هريرة جالس عنده فقال : أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة ، فقال ابن عباس : آخر الأجلين ، قلت أنا : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } قال أبو هريرة : أنا مع أخي ، يعني أبا سلمة ، فأرسل ابن عباس غلامه ومسافة كريبا إلى أم سلمة يسألها ، فقالت : قُتل زوج سُبيعة الأسلمية وهي حبلى ، فوضعتْ بعد موته بأربعين ليلة ، فخطبت فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو السنابل فيمن خطبها " .

( صحيح البخاري 8/521- 522- ك التفسير- سورة الطلاق- ( الآية ) ح 4909 ) .

وقال البخاري : وقال سليمان بن حرب وأبو النعمان ، حدثنا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن محمد قال : كنتُ في حلْقة فيها عبد الرحمن بنُ أبي ليلى وكان أصحابه يُعظّمونه ، فذكر آخر الأجلين ، فحدّثت بحديث سبيعة بنت الحارث عن عبد الله بن عتبة قال : فضمز لي بعض أصحابه ، قال محمد ففطنت له فقلت : إني إذا لجريء ، إن كذبت على عبد الله بن عتبه وهو في ناحية الكوفة . فاستحيا وقال : لكنّ عمه لم يقل ذاك ، فلقيت أبا عطية مالك بن عامر فسألته فذهب يحدثني حديث سبيعة ، فقلتُ هل سمعت عن عبد الله فيها شيئا ؟ فقال : كنا عند عبد الله ، فقال : أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون عليها الرّخصة ؟ لنزلت سورة النساء الصرى بعد الطولى { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } .

( صحيح البخاري 8/654- ك التفسير- سورة الطلاق ( الآية ) ح 4910 ) .

وانظر حديث مسلم المتقدم عن أم عطية تحت الآية ( 234 ) من سورة البقرة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ، قوله { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } قال : للمرأة الحبلى التي يطلقها زوجها وهي حامل ، فعدتها أن تضع حملها .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } فإذا وضعت ما في رحمها فقد انقضت عدتها ، ليس المحيض من أمرها في شيء إن كانت حاملا .

قوله تعالى { ومن يتّق الله يجعل لّه من أمره يسرا }

انظر الآية السابقة رقم ( 2 ) قوله تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا }