تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱلَّـٰٓـِٔي يَئِسۡنَ مِنَ ٱلۡمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمۡ إِنِ ٱرۡتَبۡتُمۡ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَٰثَةُ أَشۡهُرٖ وَٱلَّـٰٓـِٔي لَمۡ يَحِضۡنَۚ وَأُوْلَٰتُ ٱلۡأَحۡمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا} (4)

فقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت :{ والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء } [ البقرة :228 ] ، فما عدة المرأة التي لا تحيض ؟ وقال خلاد الأنصاري : ما عدة من لم تحض من صغر ؟ وما عدة الحبلى ؟

فأنزل الله عز وجل في اللاتي قعدن عن المحيض :{ والائي يئسن من المحيض من نسائكم } يعني القواعد من النساء اللاتي قعدن عن المحيض { إن ارتبتم } يعني شككتم ، فلم يدركم عدتها { فعدتهن ثلاثة أشهر } إذا طلقن ، ثم قال :{ والتي لم يحضن } فكذلك أيضا يعني عدة الجواري اللاتي لم يبلغن الحيض ، وقد نكحن ، ثم طلقن ، فعدتهن ثلاثة أشهر .

ثم قال :{ وأولات الأحمال أجلهن } يعني الحبلى فعدتهن { أن يضعن حملهن } يقول فإن كانت هذه المطلقة حبلى فأجلها إلى أن تضع حملها ، ثم رجع إلى الطلاق ، فقال :{ ومن يتق الله } في أمر الطلاق { يجعل له من أمره يسرا } آية يقول : ومن يتق الله فيطلق كما أمره الله تعالى ، ويطيع الله في النفقة ، والمسكن ، ييسر الله أمره ، ويوفقه للعمل الصالح .