الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّـٰٓـِٔي يَئِسۡنَ مِنَ ٱلۡمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمۡ إِنِ ٱرۡتَبۡتُمۡ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَٰثَةُ أَشۡهُرٖ وَٱلَّـٰٓـِٔي لَمۡ يَحِضۡنَۚ وَأُوْلَٰتُ ٱلۡأَحۡمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا} (4)

وقوله سبحانه : { واللائي يَئِسْنَ مِنَ المحيض مِن نّسَائِكُمْ } الآية ، «اللائي » جمعُ «التي » واليائساتُ من المحيض على مراتبَ ؛ مَحَلُّ بَسْطِها كُتُبُ الفِقْهِ ، وروى إسماعيلُ بْنُ خالدٍ ؛ أنَّ قَوْماً منهم أُبَيُّ بن كعبٍ وخَلاَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ ، لما سمعوا قوله تعالى : { والمطلقات يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثلاثة قُرُوءٍ } [ البقرة : 228 ] قَالُوا : يا رسولَ اللَّه ؛ فما عِدَّةُ مَنْ لاَ قَرْءَ لَهَا ؛ مِنْ صِغَرٍ أو كِبَرٍ ، فنزلَتْ هذه الآية ، فقالَ قائلٌ منهم : فَمَا عِدَّةُ الحَامِلِ فنزلَتْ : { وأولات الأحمال أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } وهُو لفظٌ يَعُمُّ الحواملَ المطلقاتِ والمعْتَدَّاتِ من الوَفَاةِ ، والارتيابُ المذكورُ قيلَ : هو بأمر الحَمْلِ .