التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ} (3)

سورة الفجر

قوله تعالى { والفجر وليال عشر والشفع والوتر }

أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس عن النبي أنه قال : ( ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد ، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء ) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { وليال عشر } قال : عشر ذي الحجة .

أنظر حديث البخاري عن ابن عباس المتقدم عند الآية [ 28 ] من سورة الحج .

قال أحمد : ثناء زيد بن الحباب ، ثنا عياش بن عقبة ، حدثني خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن العشر عشر الأضحى ، والوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر ) .

[ المسند 3/ 327 ] ، وأخرجه الحاكم [ المستدرك 4/ 220-ك الأضاحي ] من طريق علي بن عفان العامري ، عن زيد بن الحباب به ، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وعزاه الهيثمي لأحمد والبزار ، وقال رجالهما رجال الصحيح غير عياش وهو ثقة [ مجمع الزوائد 7/137 ] .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { والشفع والوتر } قال : كل خلق الله شفع ، السماء والأرض والبر والبحر والجن والإنس والشمس والقمر ، والله الوتر وحده .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال : كان عكرمة يقول : الشفع : يوم الأضحى ، والوتر ، يوم عرفة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { والشفع والوتر } قال : إن من الصلاة شفعا وإن منها وترا .

قال الطبري : والصواب من القول في ذلك إن يقال : إن الله تعالى ذكره أقسم بالشفع والوتر ، ولم يخصص نوعا من الشفع ولا من الوتر دون نوع بخبر أو عقل ، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به مما قال أهل التأويل أنه داخل في قسمة هذا لعموم قسمه بذلك .