التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ} (3)

بسم الله الرحمن الرحيم

{ وَالْفَجْرِ( 1 ) وَلَيَالٍ عَشْرٍ 1 ( 2 ) وَالشَّفْعِ2 وَالْوَتْرِ 3( 3 ) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ4( 4 ) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ 5( 5 ) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ6 ( 6 ) إِرَمَ 7 ذَاتِ الْعِمَادِ 8( 7 ) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ( 8 )وَثَمُودَ 9الَّذِينَ جَابُوا 10الصَّخْرَ بِالْوَادِ ( 9 ) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ11 ( 10 ) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ( 11 ) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ( 12 ) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ 12عَذَابٍ ( 13 )إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ 13( 14 ) } ( 1- 14 ) .

في الآيات الأربع الأولى أقسام ربانية بالفجر والليل الذي يجري حتى ينتهي إلى الفجر والنهار وبالليال العشر المباركة وبالشفع والوتر . أما جواب القسم فقيل : إنه في جملة { إن ربك لبالمرصاد } حيث يعني : أن الله يقسم إنه بالمرصاد للطغاة الجاحدين كما فعل بأمثالهم السابقين المذكورين . وقيل : إنه محذوف مقدر بأن ما يسمعه الناس من الإنذار حقّ لا ريب فيه أو بأن الله الذي هو بالمرصاد للطغاة الجاحدين ليعذبنهم أو ليقتصن منهم كما فعل بأمثالهم{[2411]} .

- الشفع : كل شيء مزدوج من اثنين ومضاعفاتهما . وقيل : إن المقصود هو يوم النحر ؛ لأنه عاشر أيام ذي الحجة وهو شفع .

- الوتر : كل شيء مفرد غير قابل للقسمة على اثنتين ، وقيل : إن المقصود هو يوم عرفات ؛ لأنه التاسع من ذي الحجة وهو وتر . ومما قيل في المقصود من الشفع والوتر هو الله سبحانه الوتر ، وجميع الأحياء هم شفع لأنهم من زوجين ذكر وأنثى . ومما قيل كذلك أن المقصود هم جميع الخلق الذين منهم الشفع ومنهم الوتر . وروى الترمذي إلى هذا حديثاً عن عمران بن الحصين أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الشفع والوتر فقال : ( هي الصلاة بعضها شفعٌ وبعضها وترٌ ){[2412]} .


[2411]:- انظر تفسير السورة في تفسير مجمع البيان للطبرسي مثلا.

[2412]:- التاج ج 4 ص 258.