غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ} (3)

1

وأما الشفع والوتر فمعناهما الزوج والفرد . والوتر بالفتح لغة أهل العالية ، وبالكسر لغة تميم . واختلف المفسرون فيهما اختلافاً عظيماً فمنهم من حملهما على الأشياء كلها لأن الموجودات لا تخلو من هذين القسمين فتكون كقوله { فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون } [ الحاقة :38 ، 39 ] وقيل : الشفع صفات الخلق كالعلم والقدرة والحياة ، ونقائضها الجهل والعجز والموت . والوتر صفات الحق وجود بلا عدم وقدرة بلا عجز وعلم بلا جهل وحياة بلا موت . وقيل الشفع والوتر : نفس العدد وكأنه تعالى أقسم بالحساب الذي لا بد للخلق منه فهو في معرض الامتنان بمنزلة العلم والبيان في قوله { علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } [ العلق :4 ، 5 ] الرابع الشفع الممكنات { ومن كل شيء خلقنا زوجين } [ الذاريات :49 ] والوتر الواجب تعالى وتقدّس . الخامس الشفع الصلوات الثنائية والرباعية والوتر الثلاثية ، عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الصلاة منها شفع ومنها وتر " السادس الشفع درجات الجنة وأبوابها وهي ثمانية ، والوتر دركات النار وأبوابها وهي سبعة . السابع الشفع البروج الاثنا عشر ، والوتر الكواكب السبعة . الثامن الشفع الشهر الذي يكون ثلاثين والوتر تسعة وعشرون . التاسع الشفع السجدتان والوتر الركوع . العاشر الشفع العيون الاثنا عشر لموسى { فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً } [ البقرة : 60 ] والوتر معجزاته { ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات } [ الإسراء :101 ] وأظهر الأقوال ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة لأنه تاسع أيام الليالي المذكورة .

/خ30