جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ} (3)

{ والشفع والوتر } يوم النحر شفع لأنه عاشر ، ويوم عرفة وتر لأنه تاسع ، أو اليومان من أيام التشريق ، والوتر اليوم الثالث ، أو الصلاة المكتوبة منها شفع ، ومنها وتر ، أو الخلق والله ، والقول{[5370]} فيهما أكثر لكن الذي أوردناه ما اتفق عليه أكثر السلف والثلاث الأول منقول بالحديث أيضا


[5370]:وفي الفتح بعد نقل الأقوال الكثيرة، ولا يخفاك ما في غالب هذه الأقوال من السقوط البين، والضعف الظاهر، والاتكال في التعيين على مجرد الرأي الزائف والخاطر الخاطئ، والذي ينبغي التعويل عليه، ويتعين المصير إليه ما يدل عليه معنى الشفع والوتر في كلام العرب، وهما معروفان واضحان، فالشفع عند العرب: الزوج، والوتر: الفرد، فالمراد بالآية إما نفس العدد، أو ما يصدق عليه من المعدودات، بأنه شفع أو وتر، وإذا قام دليل على تعيين شيء من المعدودات في تفسير هذه الآية، فإن كان الدليل يدل على أنه المراد نفسه دون غيره فذاك، وإن كان الدليل يدل على أنه مما دلته هذه الآية، ولم يكن ذلك مانعا من تناولها لغيره، ولم يجزم ابن جرير بشيء من الأقوال في الشفع والوتر/12.