السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ هَلۡ ءَامَنُكُمۡ عَلَيۡهِ إِلَّا كَمَآ أَمِنتُكُمۡ عَلَىٰٓ أَخِيهِ مِن قَبۡلُ فَٱللَّهُ خَيۡرٌ حَٰفِظٗاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (64)

فلما قالوا ليعقوب عليه السلام هذه المقالة{ قال } لهم { هل آمنكم } ، أي : أقبل منكم الآن وفي مستقبل الزمان تأمينكم لي فيه بما يسوءني تأميناً مستقبلاً { عليه } ، أي : بنيامين { إلا كما أمنتكم } ، أي : في الماضي { على أخيه } يوسف عليه السلام { من قبل } فإنكم أكدتم غاية التأكيد فلم تحفظوه لي ولم تردّوه إليّ ، والأمن اطمئنان القلب إلى سلامة النفس ، فأنا في هذا لا آمن عليه إلا الله تعالى { فالله } المحيط علماً وقدرة { خيرٌ حافظاً } منكم ومن كل أحد ، ففيه التفويض إلى الله تعالى والاعتماد عليه في جميع الأمور . وقرأ حفص وحمزة والكسائي بفتح الحاء وألف بعدها وكسر الفاء ، والباقون بكسر الحاء وسكون الفاء ، وهو منصوب على التمييز في القراءتين ، وتحتمل الأولى النصب على الحال اللازمة { وهو أرحم الراحمين } ، أي : أرحم بي من أن يفجعني به بعد مصيبتي بأخيه فلا يجمع عليّ مصيبتين .