نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَٰعَهُمۡ وَجَدُواْ بِضَٰعَتَهُمۡ رُدَّتۡ إِلَيۡهِمۡۖ قَالُواْ يَـٰٓأَبَانَا مَا نَبۡغِيۖ هَٰذِهِۦ بِضَٰعَتُنَا رُدَّتۡ إِلَيۡنَاۖ وَنَمِيرُ أَهۡلَنَا وَنَحۡفَظُ أَخَانَا وَنَزۡدَادُ كَيۡلَ بَعِيرٖۖ ذَٰلِكَ كَيۡلٞ يَسِيرٞ} (65)

{ ولما فتحوا } أي{[42092]} أولاد يعقوب عليه الصلاة والسلام{[42093]} { متاعهم } أي أوعيتهم التي حملوها من مصر { وجدوا بضاعتهم } أي ما كان معهم من كنعان بشراء القوت .

ولما كان المفرح{[42094]} مطلق الرد . بنى للمفعول قوله : { ردت إليهم } والوجدان : ظهور الشيء للنفس بحاسة{[42095]} أو ما يغني عنها ، فكأنه قيل : ما قالوا ؟ فقيل : { قالوا } أي لأبيهم { ياأبانا ما } أي أي شيء { نبغي } أي نريد ، فكأنه قال لهم : ما الخبر ؟ فقالوا بياناً لذلك وتأكيداً للسؤال في استصحاب أخيهم : { هذه بضاعتنا } ثم بينوا مضمون الإشارة بقولهم : { ردت إلينا } هل فوق هذا من إكرام .

ولما كان التقدير : فنرجع بها إليه بأخينا ، فيظهر له نصحنا وصدقنا ، بنى عليه قوله{[42096]} : { ونمير أهلنا } أي نجلب إليهم الميرة برجوعنا إليه ؛ والميرة : الأطعمة التي تحمل من بلد إلى بلد { ونحفظ أخانا } فلا يصيبه شيء مما يخشى عليه ، تأكيداً للوعد بحفظه وبياناً لعدم ضرر في سفره ، ويدل على ما في التوراة{[42097]} - من أنه كان سجن أحدهم ليأتوا بأخيهم الأصغر - قوله : { ونزداد كيل بعير } أي فيكون جملة{[42098]} ما نأتي به بعد الرجوع إليه اثني عشر حملاً ، لكل منا حمل ، وللمسجون حملان - لكرّته{[42099]} الأولى والثانية ، وذلك أنه كان لا يعطي إلا حملاً{[42100]} لكل رأس ، فكأنه ما أعطاهم لما جهزهم غير تسعة أحمال ، فكأنه قيل : وهل{[42101]} يجيبكم إلى ذلك في هذه الأزمة ؟ فقالوا : نعم ، لأن { ذلك كيل يسير * } بالنسبة إلى ما رأينا من كرم شمائله وضخامة ملكه وفخامة همته ،


[42092]:في م ومد: أولاده.
[42093]:في م ومد: أولاده.
[42094]:من م، وفي الأصل و ظ ومد: الفرح.
[42095]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بحاسته.
[42096]:زيد لاستقامة العبارة.
[42097]:راجع آية 19- الأصحاح الثاني والأربعين من التكوين.
[42098]:في الأصل ومد: حمله، وفي ظ: حمله على، وفي م: جمله- كذا.
[42099]:في الأصل ومد: لكربة، وفي ظ و م: لكونه.
[42100]:في مد: حملان.
[42101]:في ظ: هو.