نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالَ لَنۡ أُرۡسِلَهُۥ مَعَكُمۡ حَتَّىٰ تُؤۡتُونِ مَوۡثِقٗا مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأۡتُنَّنِي بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يُحَاطَ بِكُمۡۖ فَلَمَّآ ءَاتَوۡهُ مَوۡثِقَهُمۡ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٞ} (66)

فكأنه قيل : فما قال{[42102]} لهم ؟ فقيل : { قال } أي يعقوب عليه الصلاة والسلام { لن أرسله } أي بنيامين كائناً { معكم } أي في وقت من الأوقات { حتى تؤتون } من الإيتاء وهو الإعطاء ، أي إيصال الشيء إلى الأخذ { موثقاً } وهو العقد المؤكد .

ولما كان مراده موثقاً ربانياً ، وكان الموثق الرباني - وهو ما كان بأسمائه تعالى لكونه أذن سبحانه فيه وأمر بالوثوق به{[42103]} - كأنه{[42104]} منه ، قال : { من الله } أي الملك الأعظم بأيمان عظيمة : والله { لتأتنَّني } كلكم { به } من الإتيان ، وهو المجيء في كل حال { إلا } في حال { أن يحاط } أي تحصل الإحاطة بمصيبة من المصائب ، لا طاقة لكم بها { بكم } فتهلكوا من عند آخركم ، كل ذلك زيادة في التوثيق{[42105]} ، لما حصل له من المصيبة بيوسف عليه الصلاة والسلام وإن كان الاعتماد في حفظه إنما هو على الله ، وهذا من باب " اعقلها وتوكل{[42106]} " فأجابوه إلى جميع ما سأل { فلما آتوه } أي أعطاه بنوه { موثقهم قال الله } أي الذي له جميع صفات الكمال { على ما نقول وكيل * } هو القادر على الوفاء به المرجو للتصرف فيه بالغبطة ، {[42107]} لا أنتم{[42108]} .


[42102]:في ظ: قالوا.
[42103]:في ظ: إليه.
[42104]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: كان.
[42105]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: التوقف.
[42106]:راجع رواية أنس بن مالك في أواخر أبواب القيامة من جامع الترمذي.
[42107]:في ظ: لأنتم.
[42108]:في ظ: لأنتم.