نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَمِ ٱتَّخَذُوٓاْ ءَالِهَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ هُمۡ يُنشِرُونَ} (21)

ولما كانوا عند هذا البيان جديرين بأن يبادروا إلى التوحيد فلم يفعلوا ، كانوا حقيقين {[50631]}بعد الإعراض عنهم{[50632]} - بالتوبيخ والتهكم والتعنيف{[50633]} فقال تعالى : { أم اتخذوا } أي أعلموا أن كل شيء تحت قهره نافذ فيه أمره فرجعوا عن ضلالهم ، أم لم يعلموه ، أو علموا{[50634]} ما ينافيه فاتخذوا { ءالهة } .

{[50635]}ولما كانت معبوداتهم أصناماً أرضية من حجارة ونحوها قال{[50636]} : { من الأرض } أي{[50637]} التي هم مشاهدون لأنها وكل ما فيها طوع مشيئته { هم } {[50638]}أي خاصة{[50639]} { ينشرون* } أي يحيون شيئاً مما فيها من الأجسام النامية حتى يستحقوا بذلك صفة الإلهية ، {[50640]}وإفادة{[50641]} السياق الحصر تفيد أنه لو وقع الإنشاء لأحد على وجه يجوّز مشاركة{[50642]} غيره له لم يستحق العبادة ، وفي هذا الاستفهام تهكم بهم بالإشارة إلى أنهم عبدوا ما هو{[50643]} من{[50644]} أدنى ما في الأرض مع أنه ليس في الأرض ما يستحق أن يعبد ، لأن الإنسان أشرف ما فيها ، ولا يخفى ما له من الحاجة المبعدة من تلك الرتبة الشماء .


[50631]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50632]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50633]:من ظ ومد وفي الأصل: التضييق.
[50634]:من ظ ومد وفي الأصل علموه.
[50635]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50636]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50637]:زيد من مد.
[50638]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50639]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[50640]:العبارة من هنا إلى "الرتبة الشماء" ساقطة من ظ.
[50641]:من مد، وفي الأصل: أفاد.
[50642]:من مد وفي الأصل: بمشاركة.
[50643]:من مد، وفي الأصل: هم.
[50644]:زيد من مد.