فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمِ ٱتَّخَذُوٓاْ ءَالِهَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ هُمۡ يُنشِرُونَ} (21)

{ أم اتخذوا آلهة من الأرض } قال المفضل مقصود هذا الاستفهام الجحد أي لم يتخذوا آلهة تقدر على الإحياء والإيجاد من العدم ، وأم هي المنقطعة والهمزة لإنكار الوقوع .

قال المبرد : إن أم هنا بمعنى هل . أي هل اتخذ هؤلاء المشركون آلهة من الأرض يحيون الموتى ؟ ولا يكون { أم } هنا بمعنى بل لأن ذلك يوجب لهم إنشاء الموتى إلا أن يقدر أم مع الاستفهام فتكون أم المنقطعة فيصح المعنى .

{ هم ينشرون } أي يبعثون الموتى ، والجملة مستأنفة أو صفة لآلهة وهذه الجملة هي التي يدور عليها الإنكار ، والتجهيل لا نفس الاتخاذ فإنه واقع منهم لا محالة ، والمعنى بل اتخذوا آلهة من الأرض لهم خاصة مع حقارتهم وينشرون الموتى وليس الأمر كذلك فإن ما اتخذوها آلهة بمعزل عن ذلك وقرئ ينشرون من أنشره أي أحياه ، وقرئ بفتح الياء أي يحيون ولا يموتون ثم إن الله سبحانه أقام البرهان على بطلان تعدد الآلهة فقال :