{ لا يسأل } {[50660]}أي من سائل{[50661]} ما{[50662]} { عما يفعل } أي لا يعترض عليه لأنه لا كفوء له في علم ولا حكمة ولا قدرة ولا عظمة{[50663]} ولا غير ذلك ، فليس في شيء من أفعاله لإتقانها موضع سؤال{[50664]} ، فمهما أراد كان ومهما قال فالحسن الجميل ، فلو شاء لعذب أهل سماواته وأهل أرضه ، وكان ذلك منه عدلاً حسناً ، وهذا مما يتمادح به أولو الهمم العوال ، كما قال عامر الخصفي{[50665]} في هاشم بن حرملة بن الأشعر :
أحيا أباه هاشم بن حرملة *** يوم الهباءات ويوم اليعمله
ترى الملوك عنده مغربلة{[50666]} *** يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له
قال ابن هشام في مقدمة السيرة {[50667]}قبل " أمر البسل{[50668]} " بقليل : أنشدني أبو عبيدة هذه الأبيات وحدثني أن هاشما قال لعامر : قل فيّ بيتاً جيداً أثبك عليه ، فقال عامر البيت الأول فلم يعجب هاشماً ، ثم قال البيت{[50669]} الثاني فلم يعجبه ، {[50670]}ثم قال الثالث فلم يعجبه{[50671]} ، فلما قال الرابع{[50672]} " ويقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له " أعجبه فأثابه عليه ، ومن أعجب ما رأيت في حكم الأقدمين أن الشهر ستاني قال في الملل : وقد سأل بعض الدهرية أرسطاطاليس فقال : إذا كان لم يزل ولا شيء غيره ثم أحدث العالم فلم أحدثه ؟ فقال : " لِمَ " غير جائز عليه ، لأن لم تقتضي علة والعلة محمولة فيما هي علة له من معلّ فوقه ولا علة فوقه ، وليس بمركب فتحمل ذاته العلل ، فلم عنه منفية{[50673]} . { {[50674]}وهم يسألون{[50675]}* } {[50676]}من كل سائل لما في أفعالهم{[50677]} من الاختلال{[50678]} بل يمنعون{[50679]} عن أكثر ما يريدون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.