ولما ابتهلوا{[20164]} بهاتين الآيتين في الإنجاء من النار توسلوا بذكر مسارعتهم إلى إجابة الداعي بقولهم{[20165]} { ربنآ } ولما كانت حالهم - لمعرفتهم بأنهم لا ينفكون{[20166]} عن تقصير وإن بالغوا في الاجتهاد ، لأنه لا يستطيع أحد أن يقدر الله حق قدره - شبيهة{[20167]} بحال من لم يؤمن ؛ اقتضى المقام التأكيد إشارة إلى هضم أنفسهم بالاعتراف بذنوبهم فقالوا مع علمهم بأن المخاطب عالم بكل شيء : { إننا } فأظهروا النون إبلاغاً في التأكيد { سمعنا منادياً } أي من قبلك ، وزاد في تفخيمه بذكر ما منه النداء مقيداً{[20168]} بعد الإطلاق بقوله : { ينادي }{[20169]} قال محمد بن كعب القرظي : هو القرآن ، ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم{[20170]} .
ولما كانت اللام تصلح للتعليل ومعنى " إلى " عبر بها فقيل : { للإيمان } ثم فسروه تفخيماً له بقولهم : { أن آمنوا بربكم } ثم أخبر بمسارعتهم إلى الإجابة بقولهم : { فآمنا } أي عقب السماع . ثم أزالوا ما{[20171]} ربما يظن من ميلهم إلى ربوة الإعجاب بقولهم تصريحاً بما أفهمه التأكيد لمن علمه محيط : { ربنا فاغفر لنا ذنوبنا } أي التي أسلفناها قبل الإيمان بأن تقبل منا الإيمان فلا تزيغ قلوبنا ، فيكون جابّاً لما قبله عندك كما كان جابّاً له في ظاهر الشرع ، وكذا ما فرط منا بعد الإيمان ولو كان بغير توبة ، وإليه الإشارة بقولهم : { وكفر عنا سيآتنا } أي{[20172]} بأن توفقنا بعد تشريفك لنا بالإيمان لاجتناب الكبائر بفعل الطاعات المكفرة{[20173]} للصغائر { وتوفنا مع الأبرار * } أي ليس لنا سيئات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.