ولما أخبر سبحانه وتعالى بأنهم احتووا على المال والجاه بما كتموا{[20116]} من العلم وأظهروا من خلافه المتضمن لمحبة أهل دينهم فيهم وثنائهم عليهم بأنهم على{[20117]} الدين الصحيح وأنهم أهل العلم ، فهم أهل الاقتداء بهم ؛ قال سبحانه وتعالى مخبراً عن مآلهم تحذيراً{[20118]} من مثل حالهم على وجه يعم كل امرىء{[20119]} : { لا تحسبن } على قراءة الجماعة بالغيب { الذين يفرحون بما آتوا } أي مما يخالف ظاهره باطنه . وتوصلوا به إلى الأغراض الدنيوية من الأموال والرئاسة وغير ذلك ، أي لا يحسبن أنفسهم ، وفي قراءة الكوفيين ويعقوب بالخطاب المعنى : لا تحسبنهم أيها الناظر لمكرهم ورواجهم بسببه في الدنيا واصلين إلى خير { ويحبون أن يحمدوا } أي يوجد الثناء بالوصف الجميل عليهم { بما لم يفعلوا } أي بذلك الباطن الذي لم يفعلوه ، قال ابن هشام في السيرة : أن يقول الناس{[20120]} : علماء ، وليسوا بأهل علم ، لم يتحملوهم على هدى ولا حق .
ولما تسبب عن ذلك العلمُ بهلاكهم قال : { فلا تحسبنهم } أي تحسبن أنفسهم ، على قراءة ابن كثير وأبي عمرو بالغيب{[20121]} وضم الباء{[20122]} وعلى قراءة الجماعة المعنى : لا تحسبنهم أيها الناظر{[20123]} { بمفازة من العذاب } بل هم بمهلكة منه { ولهم عذاب أليم * } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.