قوله : { ربَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي للإيمان } المنادي عند أكثر المفسرين هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل : هو القرآن ، وأوقع السماع على المنادي مع كون المسموع هو النداء ؛ لأنه قد وصف المنادي بما يسمع ، وهو قوله : { ينادي للإيمان أن آمنوا } . وقال أبو علي الفارسي : إن «ينادي » هو المفعول الثاني وذكر { ينادي } مع أنه قد فهم من قوله : { مُنَادِياً } لقصد التأكيد ، والتفخيم لشأن هذا المنادى به ، واللام في قوله : { للإيمان } بمعنى إلى ، وقيل : إن ينادي يتعدّى باللام ، وبإلى ، يقال : ينادي لكذا ، وينادي إلى كذا ، وقيل : اللام للعلة ، أي : لأجل الإيمان . قوله : { أن آمنوا } هي : إما تفسيرية ، أو مصدرية ، وأصلها بأن آمنوا ، فحذف حرف الجرّ . قوله : { فَآمَنَّا } أي : امتثلنا ما يأمر به هذا المنادي من الإيمان فآمنا ، وتكرير النداء في قوله : { رَبَّنَا } لإظهار التضرع ، والخضوع ، قيل المراد : بالذنوب هنا الكبائر ، وبالسيئات الصغائر . والظاهر عدم اختصاص أحد اللفظين بأحد الأمرين ، والآخر بالآخر ، بل يكون المعنى في الذنوب ، والسيئات واحداً ، والتكرير للمبالغة ، والتأكيد ، كما أن معنى الغفر ، والكفر : الستر . والأبرار جمع بارّ أو برّ ، وأصله من الاتساع ، فكأن البار متسع في طاعة الله ، ومتسعة له رحمته ، قيل : هم الأنبياء ، ومعنى اللفظ أوسع من ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.