فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ} (193)

{ ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا } ويتضرع ويقول المتفكرون الوجلون متضرعين يا ربنا إننا سمعنا مناديا يقول آمنوا بربكم فصدقنا واستيقنا ، عن محمد بن كعب قال : هو الكتاب ، ليس كلهم لقي النبي صلى الله عليه وسلم فالمنادي : القرآن ؛ وعن قتادة : سمعوا دعوة من الله فأجابوها فأحسنوا الإجابة فيها وصبروا عليها ، ينبئكم الله عن مؤمن الإنس كيف قال ، وعن مؤمن الجن كيف قال ، فأما مؤمن الجن فقال { . . إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا }{[1271]} ، وأما مؤمن الإنس فقال { . . إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا . . } الآية .

{ ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار } ويدعون قائلين : يا ربنا فاستر ذنوبنا وإن عظمت وغط ما فرط منا من إساءة ، فإنك قلت وقولك الحق { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما }{[1272]} . وتوفنا مع أهل البر الذين توسعوا في طاعتك فاجعلنا اللهم معدودين منهم وعلى مثل درجاتهم .


[1271]:من سورة الجن من الآية 1 والآية 2.
[1272]:من سورة النساء الآية 31.