بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَـَٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ} (193)

ويقولون أيضاً : { رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي للإيمان } يعني محمداً يدعو إلى التصديق { أن آمنوا بربكم } أي صدقوا بتوحيد ربكم ، { فآمنا } أي صدقنا بتوحيد ربنا . وقال محمد بن كعب القرظي : ليس كل الناس لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن المنادي هو كتاب الله يدعو إلى الإيمان بشهادة أن لا إله إلا الله وأن آمنوا بربكم فآمنا { رَبَّنَا فاغفر لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفّرْ عَنَّا سيئاتنا } وقال الكلبي : الذنوب الكبائر ودون الكبائر ، والسيئات الشرك . وقال الضحاك : { ذنوبنا } يعني ما عملوا في حال الجاهلية ، { وكفر عنا سيئاتنا } ، يعني : ما عملوا في حال الإسلام . ويقال : الذنوب والسيئات بمعنى واحد . ويقال : الذنوب هي الكبائر ، والسيئات ما دون الكبائر التي تكفر من الصلاة إلى الصلاة { وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبرار } أي مع المطيعين ، ويقال : اجعل أرواحنا مع أرواح المطيعين والصالحين .