ولما كانت الموالاة بالباطن المنهي{[16146]} عنها مطلقاً ودائماً قد تفعل ويدعى نفيها لخفائها أمره صلى الله عليه وسلم بتحذيرهم من موالاة أعدائه على وجه النفاق أو غيره فقال : - وقال الحرالي : ولما كان حقيقة ما نهى عنه في الولاية والتقاة أمراً باطناً يترتب عليه فعل ظاهر فوقع التحذير فيه على الفعل كرر فيه التحذير على ما وراء الفعل مما في الصدور و{[16147]}نبه فيه على منال{[16148]} العلم خفية{[16149]} ، فإنه قد يترك الشيء فعلاً ولا تترك{[16150]} النفس الغية صغواً ونزوعاً إليه في أوقات ، وكرر في ختمه التحذير ليتثنى{[16151]} التحذيران ترقياً{[16152]} من الظاهر في الفعل إلى باطن الحماية في العلم خفية ، كما تثنى{[16153]} الأمران في الظاهر والباطن ، وكان{[16154]} في إجراء هذا الخطاب على لسان النبي صلى الله عليه وسلم حجة عليهم بما أنه بشر مثلهم يلزمهم الاقتداء به فيما لم يبادروا إلى أخذه من الله في خطابه الذي عرض به نحوهم ؛ انتهى . فقال تعالى - : { قل إن تخفوا } أي يا أيها المؤمنون { ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله } أي{[16155]} المحيط قدرة وعلماً ، ثم{[16156]} قال عاطفاً على جملة الشرط التي هي مقول{[16157]} القول إرادة التعميم : { ويعلم ما } أي جميع ما
{ في السموات } ولما كان الإنسان مطبوعاً على ظن أنه إذا أخفى شيئاً في نفسه لا يعلمه{[16158]} غيره أكد بإعادة الموصول{[16159]} فقال : { وما } أي وجميع ما { في الأرض } ظاهراً كان أو باطناً .
ولما كان ذو العلم لا يكمل إلا بالقدرة ، وكان يلزم من تمام العلم شمول القدرة - كما سيأتي إن شاء الله تعالى برهانه في سورة طه - كان التقدير : فالله بكل شيء عليم ، فعطف عليه قوله : { والله } أي بما له من صفات الكمال { على كل شيء قدير * } ومن نمط{[16160]} ذلك قوله سبحانه وتعالى : { إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء{[16161]} }[ آل عمران : 5 ] مع ذكر التصوير كيف يشاء والختم بوصفي العزة والحكمة ، وقد دل سبحانه وتعالى بالتفرد{[16162]} بصفتي العلم والقدرة على التفرد{[16163]} بالألوهية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.