الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قُلۡ إِن تُخۡفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمۡ أَوۡ تُبۡدُوهُ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (29)

{ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ } : قلوبكم من مودة الكفَّار . { أَوْ تُبْدُوهُ } : من موالاتهم قولا وفعلا ، { يَعْلَمْهُ اللَّهُ } : وقال الكلبي : أي ستروا ما في قلوبهم لرسول اللَّه من التكذيب ، ويظهرون بحربه . وقال : يعلمه اللَّه ويحفظ عليكم حتى يحاربكم به ويعاقبكم عليه ، ثم قال : { وَيَعْلَمُ } : رفع على الاستئناف كقوله : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَآءُ } [ التوبة : 14 ، 15 ] بالرفع .

وقوله : { فَإِن يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ } [ الشورى : 24 ] ،

ثم قال : { وَيُحِقُّ الْحَقَّ } [ الشورى : 24 ] : وكيف يخفى عليه موالاتكم الكافرين وميلكم إليهم ، مودَّة بالقلب : أي معونة بالقلب والفعل . { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ،