الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قُلۡ إِن تُخۡفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمۡ أَوۡ تُبۡدُوهُ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (29)

قوله تعالى : { وَيَعْلَمُ } مستأنف ، وليس منسوقاً على جواب الشرط ، وذلك أنَّ عِلْمَه بما في السماوات وما في الأرض غيرُ متوقفٍ على شرط فلذلك جِيء به مستأنفاً ، وفي قوله { وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } من باب ذِكْرِ العام بعد الخاص وهو { مَا فِي صُدُورِكُمْ } .

وقَدَّم هنا الإِخفاء على الإِبداء وجَعَلَ محلَّهما الصدورَ وجعل جواب الشرطِ العلمَ بخلافِ ما في البقرة ، فإنه قَدَّم فيها الإِبداءَ على الإِخفاء ، وجَعَل محملهما النفسَ ، وجَعَل جوابَ الشرط المحاسبةً ، وكلُّ ذلك تفنُّنٌ في البلاغة وتنوع في الفصاحة .