ولكن لما كان المقام لترهيب{[67605]} من ركن إلى ماله واحتقر الضعفاء من عباد الله ولم يجلهم بجلاله طواه ، وذكر ما صور هذا الكلام وأنتجه من مساواة حال قريش وحال هؤلاء في الإحسان وطول الحلم مع احتقار أوليائه والتقوى عليهم بأفضاله ونعمائه ، فقال مرهباً : { كذلك } أي مثل هذا الذي بلونا به أصحاب الجنة من إهلاك ما كانوا عند أنفسهم في غاية القدرة عليه والثقة {[67606]}به مع الاستحسان منهم{[67607]} لفعلهم{[67608]} والاستصواب وهددنا به أهل مكة فلم يبادروا إلى المتاب : { العذاب } الذي تحذرهم منه{[67609]} وتخوفهم به في الدنيا ، فإذا تم الأجل الذي قدرناه له أخذناهم به غير مستعجلين ولا مفرطين لأنه لا يعجل إلا ناقص يخاف الفوت .
ولما كانوا منكرين لأمور الآخرة أشد من إنكارهم لأمور الدنيا أكد قوله : { ولعذاب الآخرة } أي الذي يكون فيها للعصاة والجبارين { أكبر } أي في كل ما يتوهمونه .
ولما كان هذا موجباً لمن له{[67610]} أدنى شعور للهروب منه قال : { لو كانوا } أي الكفار{[67611]} { يعلمون * } أي لو كان لهم علم بشيء من غرائزهم في وقت من الأوقات لرجعوا {[67612]}عما هم{[67613]} فيه مما عرفوا أنه يغضب الله فيكون سبب العذاب في الدارين ، وهم مع ذلك مما يرزىء بهم {[67614]}عند الله و{[67615]}عند الناس من تلك الآثار الخبيثة التي منها{[67616]} الأيمان الكاذبة ، ويدل على عدم{[67617]} شجاعتهم وقلة{[67618]} عقولهم ، لكنهم ليس لهم نوع علم الآن ، والمختوم بموته على الكفر لا يتجدد له نوع علم ، وغيره سيرجع في الوقت الذي قدره الله له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.