نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَهَلۡ تَرَىٰ لَهُم مِّنۢ بَاقِيَةٖ} (8)

ولما كان هذا أمراً رائعاً لمن له أدنى معقول ، وكان الاستفهام مما يزيد الروعة ، قال مسبباً عن استئصالهم ليكون الإخبار به المستلزم لغاية العلم بالجزئيات كالدعوى بدليلها : { فهل ترى } أي أيها المخاطب الخبير بالناس في جميع الأقطار{[67912]} { لهم } أي خصوصاً ، وأعرق في النفي وعبر بالمصدر الملحق بالهاء مبالغة فقال : { من باقية * } أي بقاء أو نفس موصوفة بالبقاء ، وأنجى الله سبحانه وتعالى صالحاً عليه السلام ومن آمن به من بين ثمود{[67913]} ولم تضرهم الطاغية وهوداً عليه السلام ومن آمن به من بين عاد لم يهلك منهم أحد ، فدل{[67914]} ذلك دلالة واضحة على أن له تعالى تمام العلم بالجزئيات كما أن له كمال الإحاطة بالكليات وعلى قدرته واختياره وحكمته ، فلا يجعل المسلم أصلاً كالمجرم ولا المسيء كالمحسن .


[67912]:- من ظ وم، وفي الأصل: الأقطاع.
[67913]:- زيد من ظ وم.
[67914]:- من ظ وم، وفي الأصل: ذلك.