اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَهَلۡ تَرَىٰ لَهُم مِّنۢ بَاقِيَةٖ} (8)

قوله : { فَهَلْ ترى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } .

أدغم اللام في التاء أبو عمرو وحده ، وتقدم في «الملك » .

و «مِنْ بَاقِيَة » مفعوله ، و «مِنْ » مزيدة ، والهاء في «بَاقِية » قيل : للمبالغة ، فيكون المراد ب «الباقية » : البقاءُ ، ك «الطاغية » بمعنى الطُّغيان ، أي : من باقٍ .

والأحسنُ أن يكون صفةً لفرقةٍ ، أو طائفةٍ ، أو نفس ، أو بقية ونحو ذلك .

وقيل : فاعلة بمعنى المصدر ك «العافية » و «العاقبة » .

قال المفسرون : والمعنى هل ترى لهم أحداً باقياً .

قال ابن جريجٍ : كانوا سبعَ ليالٍ وثمانية أيَّام أحياء في عذابِ الله من الريح ، فلما أمسوا في اليوم الثامنِ ماتوا فاحتملتهم الريحُ ، فألقتهم في البحر ، فذلك قوله : { فَهَلْ ترى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ } وقوله : { فَأْصْبَحُواْ لاَ يرى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ } [ الأحقاف : 25 ] .