نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَأَمَّا عَادٞ فَأُهۡلِكُواْ بِرِيحٖ صَرۡصَرٍ عَاتِيَةٖ} (6)

ولما ذكر المهلكين بالصيحة لأجل التكذيب بالقارعة تحذيراً لمن يكذب بها ، أتبعه المهلكين{[67880]} بما هو سبب لإنفاذ الصيحة وتقويتها دلالة على تمام القدرة على كل نوع من العذاب بالاختيار فقال تعالى : { وأما عاد } وهم قوم هود عليه السلام { فأهلكوا } أي{[67881]} بأشق ما يكون عليهم وأيسر ما يكون في قدرتنا { بريح صرصر } أي هي{[67882]} في غاية ما يكون من شدة البرد والصوت كأنه كرر فيها البرد حتى صار يحرق بشدته والصوت حتى صار{[67883]} يصم بقوته ، وقال الملوي : أصله صر وهو البرد الشديد أو الحر الشديد { عاتية * } أي مجاوزة للحد{[67884]} من شدة عصفها وعظمة قصفها تفعل أفعال{[67885]} المستكبر الذي لا يبالي بشيء فلم يستطع خزانها ضبطها ، ولم يملك المعذب بها ردها ولا ربطها ، بل كانت تنزعهم من{[67886]} مكامنهم التي احتفروها{[67887]} ومصانعهم التي أتقنوها واختاروها فتهلكهم ، قال الملوي : قال علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما{[67888]} : " لم ينزل قط ماء ولا ريح إلا بمكيال على يد ملك إلا يوم الطوفان فإن الله تعالى أذن للماء فطغى على الخزان ويوم عاد أذن للريح فعتت على خزانها " انتهى .


[67880]:-زيد من ظ وم.
[67881]:- سقط من م.
[67882]:- من ظ وم، وفي الأصل: هو.
[67883]:- زيد من ظ وم.
[67884]:- من ظ وم، وفي الأصل: في الحد.
[67885]:- زيد من ظ وم.
[67886]:- من ظ وم، وفي الأصل: مكانهم التي احتفرو.
[67887]:- من ظ وم، وفي الأصل: مكانهم التي احتفرو.
[67888]:- راجع الدر المنثور 6/ 259.