ولما ذكر المهلكين بالصيحة لأجل التكذيب بالقارعة تحذيراً لمن يكذب بها ، أتبعه المهلكين{[67880]} بما هو سبب لإنفاذ الصيحة وتقويتها دلالة على تمام القدرة على كل نوع من العذاب بالاختيار فقال تعالى : { وأما عاد } وهم قوم هود عليه السلام { فأهلكوا } أي{[67881]} بأشق ما يكون عليهم وأيسر ما يكون في قدرتنا { بريح صرصر } أي هي{[67882]} في غاية ما يكون من شدة البرد والصوت كأنه كرر فيها البرد حتى صار يحرق بشدته والصوت حتى صار{[67883]} يصم بقوته ، وقال الملوي : أصله صر وهو البرد الشديد أو الحر الشديد { عاتية * } أي مجاوزة للحد{[67884]} من شدة عصفها وعظمة قصفها تفعل أفعال{[67885]} المستكبر الذي لا يبالي بشيء فلم يستطع خزانها ضبطها ، ولم يملك المعذب بها ردها ولا ربطها ، بل كانت تنزعهم من{[67886]} مكامنهم التي احتفروها{[67887]} ومصانعهم التي أتقنوها واختاروها فتهلكهم ، قال الملوي : قال علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما{[67888]} : " لم ينزل قط ماء ولا ريح إلا بمكيال على يد ملك إلا يوم الطوفان فإن الله تعالى أذن للماء فطغى على الخزان ويوم عاد أذن للريح فعتت على خزانها " انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.