ولما بينوا فضله من جهة الإعجاز وغيره{[68968]} ، بينوا المقصود بالذات الدال على غوصهم على المعاني بعد علمهم بحسن المباني فقالوا : { يهدي } أي يبين{[68969]} غاية البيان مع الدعاء في لطف وهدى { إلى الرشد } أي الحق والصواب الذي يكاد يشرد لثقله على النفوس الداعية إلى الهوى وخفة ضده الغي والسفه الملائم لنقائص النفوس . ولما وصفوه بهذه الكمالات سببوا عن ذلك قولهم إعمالاً للقوة العملية في المبادرة إلى الصواب من غير تخلف أصلاً : { فآمنا } أي كل من استمع منا لم يتخلف منا أحد ولا توقف بعد الاستماع { به } أي أوقعنا الأمان لمبلغ القرآن أن نكذبه{[68970]} أو نخالفه أدنى مخالفة بسبب هذا القرآن .
ولما أخبروا عن الماضي ، وكان الإيمان{[68971]} لا يفيد إلا مع الاستمرار ، قالوا عاطفين على ما تقديره : فوجدنا{[68972]} الله في الحال لأن ذلك نتيجة الإيمان بالقرآن وخلعنا الأنداد : { ولن } أي والحال أنا مع إيقاع الإيمان في الحال لن { نشرك } بعد ذلك أصلاً{[68973]} ، أكدوا لأنه أمر لا يكاد يصدق { بربنا } أي الذي لا إحسان قائم بنا من الإيجاد وما بعده إلا منه { أحداً * } أي من الخلق لأنه لم يشركه في شيء من أمرنا أحد ، وقد وضحت الدلائل على التوحيد فيما سمعنا من هذا القرآن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.