غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةٗ مِّن مَّنِيّٖ يُمۡنَىٰ} (37)

1

الثاني الاستدلال بالخلق الأول على الإعادة و { منيّ يمنى } يراق في الرحم . من ذكّر فللمني ، ومن أنّث فللنطفة . والنطفة اسم لما ينطف كالقبضة لما يقبض والغرفة لما يغرف إلا أنها غلبت على الماء المخصوص الذي هو للحيوان بمنزلة البذر للنبات . والمني " فعيل " بمعنى " مفعول " من المني بالسكون وهو الدفق غلب أيضاً على الماء المخصوص فقوله { من مني } أي من هذا الجنس كالتأكيد لها . وقوله { يمني } تأكيد على تأكيد وفيه إشارة إلى حقارة الإنسان في ذاته وأنه لا يليق به التمطي والفخر والاستكبار عن طاعة خالقه فإنه مخلوق من المني الذي جرى على مجرى النجاسة نظيره في عيسى وأمه { كانا يأكلان الطعام } [ المائدة :75 ] والمراد به قضاء الحاجة .

/خ40