السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةٗ مِّن مَّنِيّٖ يُمۡنَىٰ} (37)

{ ألم يك } أي : الإنسان { نطفة } أي : شيئاً يسيراً { من منيَ } أي : ماء من صلب الرجل وترائب المرأة { يمنى } أي : تصب في الرحم سبب الله تعالى للإنسان المعالجة في إخراجها بما ركب فيه من الشهوة ، وجعل له من الزوج التي يسرها لقضاء وطره حتى إنّ وقت صبها في الرحم تصب منه بغير اختياره حتى كأنه لا فعل له فيها أصلاً .

فإن قيل : ما فائدة { يمنى } بعد قوله تعالى : { من منيَ } ؟ أجيب : بأن فيه إشارة إلى حقارة حاله كأنه قيل : إنه مخلوق من المني الذي يجري على مجرى النجاسة فلا يليق بمثل هذا أن يتمرد عن طاعة الله تعالى إلا أنه عبر عن هذا المعنى على سبيل الرمز كما في قوله تعالى في عيسى عليه السلام وأمه مريم { كانا يأكلان الطعام } [ المائدة : 75 ] والمراد منه قضاء الحاجة .