الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةٗ مِّن مَّنِيّٖ يُمۡنَىٰ} (37)

قوله : { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً } : العامَّةُ على الياءِ مِنْ تحتُ في " يك " رجوعاً للإِنسان . والحسن بتاءِ الخطابِ على الالتفاتِ إليه توبيخاً له .

قوله : { يُمْنَى } قرأ حفص " يُمْنى " بالياء مِنْ تحتُ ، وفيه وجهان : أحدُهما : أنَّ الضميرَ عائدٌ على المنيِّ ، أي : يُصَبُّ ، فتكونُ الجملةُ في محلِّ جر . والثاني : أنه يعودُ للنُّطفةِ ؛ لأنَّ تأنيثَها مجازيُّ ، ولأنَّها في معنى الماءِ ، قاله أبو البقاء ، وهذا إنما يتمشَّى على قولِ ابنِ كيسان . وأمَّا النحاةُ فيجعلونه ضرورةً كقوله :

4428 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** ولا أرضَ أبْقَلَ إبْقالَها

وقرأ الباقون " تُمْنَى " بالتاءِ مِنْ فوقُ على أنَّ الضميرَ للنُّطفة . فعلى هذه القراءةِ وعلى الوجهِ المذكورِ قبلَها تكونُ الجملةُ في محلِّ نصبٍ ؛ لأنها صفةٌ لمنصوبٍ . /