بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا} (24)

{ وَهُوَ الذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ } يعني : أيدي أهل مكة ، { وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم } يعني : أيديكم عن أهل مكة من بعد أن أظفركم عليهم . وذلك أن جماعة من أهل مكة ، خرجوا يوم الحديبية يرمون المسلمين ، فرماهم المسلمون بالحجارة حتى أدخلوهم بيوت مكة . وروى حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : طلع قوم وهم ثمانون رجلاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل التنعيم عند صلاة الصبح ليأخذوه ، فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخلى سبيلهم . فأنزل الله تعالى : { وَهُوَ الذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم } { بِبَطْنِ مَكَّةَ } يعني : بوسط مكة { مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } يعني : سلطكم عليهم { وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } بحرب بعضكم بعضاً .