فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا} (24)

{ وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا( 24 ) } .

نقل ابن جرير بسنده عن أنس بن مالك أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الفجر ليقتلوهم ، فأخذهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقهم ، فأنزل الله : { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم . . } إلى آخر الآية ؛ وكان قتادة يقول في ذلك . . . قال : بطن مكة : الحديبية ؛ وروى نحوه في صحيح مسلم .

كفّ الله تعالى – بقدرته- أيدي الكفار فلم ينالوا من المؤمنين شيئا ، ولا أصابوا منهم ، وشاء الله أن يجنح المؤمنون إلى السلم فلم يقتلوا من وقع في أيديهم من المشركين يوم الحديبية ، وربنا بصير بأعمال العباد لا يغيب عن علمه ما خفي منها أو ظهر .